كيفية التخلص من الضغف النفسي و الحصول على شخصية قوية عن طريق إحترام الذات

Ougilase Mohamed
كيفية التخلص من الضغف النفسي و الحصول على شخصية قوية

يعد إحترام الذات أحد الأهم الطرق لتقوية الشخصية و أحد أهم العوامل لكي تكون سعيدا لكن غالبا ما يتم الإستخفاف بها، فعدم إحترام الذات و إحتقارها غالبا ما يكون له نتائج سلبية على نمط حياة الفرد فتتعكر علاقاته الإجتماعية و بالتالي تضطرب علاقته الزوجية و الأسرية.

 اسمحوا لي أن أسلط الضوء على بعض الأعراض الشائعة لمحتقر الذات :
  • تجنب الصراع
  • عدم الصدق بشأن ما تشعر به
  • الضياع في العلاقة
  • الإبتعاد عن شريكك عندما تكون خائفًا
  • إخفاء الأشياء، والغش على شريك حياتك
  • عدم القدرة على الاهتمام باحتياجاتك أو عواطفك
  • الخوف من العلاقة الحميمة أو العلاقات
  • عدم وضع الحدود، أو الشعور بالإرهاق من الآخرين و عدم القرة على تحملهم، أو الانزعاج منهم

(ads)

كما ترون، تنشأ المشاكل غالبا في العلاقاتك مع الآخرين (مع شريك حياتك، عائلتك، أصدقائك، زملاء العمل، وما إلى ذلك)... ولكن لهذا السبب، فإنها تؤثر على كل شيء تقريبًا في حياتك، حتى عندما تكون بمفردك.

إذا تمكنت من تطوير احترام قوي لذاتك، فسوف تبدأ في معالجة هذه المشكلات وأكثر، مما يؤدي إلى تحول هائل في حياتك.

من الواضح أن هذا موضوع ضخم لا أستطيع تغطيته بالكامل في مقال واحد، ولكن دعونا نناقش الأساسيات، لكن قبل ذلك علينا أن نوضح أن إصلاح علاقتك مع ربك هي أول خطوة في كل شيئ في العمل و الزواج و حتى تقوية الشخصية و علاج الجروح النفسية فالله هو الشافي و إليه نشكوا و نتضرع.

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ

 

إحترام الذات يولد من العائلة

غالبًا ما ينظر الآباء إلى أطفالهم باعتبارهم امتدادًا لأنفسهم: طفلي يعكس مدى جودة تربيتي، أطفالي هم مصدر فخري، أطفالي جزء مني.

يمكنك أن ترى هذا عندما يخبر أحد الوالدين أطفاله دائمًا بما يجب عليهم فعله، و يتحكم في حياتهم، و يريد أن يكون الطفل مسؤولاً عن غضب الوالدين و قلقهم و حزنهم.

نتيجة هذا النوع من العلاقات فأن الطفل غالبًا ما يكبر دون احترام قوي لذاته. لا يعرف كيفية وضع الحدود، لأن والديهم لم يسمحوا لهم بذلك. إنهم لا يعرفون كيفية تلبية احتياجاتهم العاطفية، لأن والديهم لا يسمحون لهم بذلك. فتجدهم يحتاجون إلى الآخرين ليعكسوا قيمتهم الذاتية، لأن هذا هو ما دربهم آباؤهم على القيام به.

الشعور بالذات مع شريك حياتك

ونتيجة لكل هذا، غالبًا ما ندخل في علاقات رومانسية دون احترام قوي لذاتنا. نعتقد أنه يتعين علينا إرضاء الآخرين لكي يقبلوا بنا.

قد نشعر بالحاجة إلى الاندماج معهم لنشعر بالحب ونفقد أنفسنا. أو ربما أثناء الإقتراب نخاف من فقدان أنفسنا، لأننا لا نتمتع بتقدير قوي لذاتنا... لذا من هذا الخوف نبتعد بأنفسنا في كل مرة نقترب فيها أكثر من اللازم من العلاقة الحميمة.

معظم مشاكلنا تأتي من هذا: إما أننا نعتقد أنه يجب علينا أن نفقد أنفسنا في الطرف الآخر، أو نبتعد لأننا نخشى أن نفقد أنفسنا فيه.

يمكن أن يتغير هذا إذا طورنا احترامًا قويًا للذات. عندها لن نضيع ولن نحتاج إلى إبعاد أنفسنا. يمكننا أن نكون قريبين دون أن نفقد إحساسنا بمن نحن.

كيف تبدا في تطوير إحترام قوي للذات

إن الطريقة الصحيحة لتطوير احترام قوي لذاتك هي أن تبدأ بمعرفة نفسك بشكل أفضل، دون تغيير أي شيء في نفسك بالضرورة.

وهذا يعني تطوير علاقة حب مع الذات:

 - اعرف مشاعرك : ابدأ في إدراك مخاوفك وقلقك وحزنك والوحدة والملل والغضب والاستياء والشعور بالذنب والعار والحب والرحمة والفرح والمزيد. عندما تحدث، هل يمكنك ملاحظتها والسماح لنفسك بالشعور بها؟ أن تشعر أنك تستطيع مساندة نفسك في هذه اللحظات و في كل تقلبات النفس يعطي شعورا بالثقة و الراحة يتيحان لك الإنذماج مع ذاتك.

- اعرف حديثك مع نفسك : لاحظ ما تقوله لنفسك عندما تتجنب، أو تنتقد، أو تشتكي، أو تخالف الوعود، أو ترتكب الأخطاء. ما نوع اللغة التي تستخدمها؟ أي نوع من لهجة؟ إن فهم هذا هو إحدى الطرق لفهم كيف تعلمت حماية نفسك.

- اعتن بمشاعرك : عندما تشعر بالخوف، الحزن، الوحدة، الإرهاق العاطفي... هل يمكنك إيجاد طريقة للعناية بهذه المشاعر؟ تهدئتهم، تجلب لهم الحب، تطمئنهم؟ لو كان بإمكانك أن تطلب من شخص قريب منك أن يعطيك ما تحتاجه بالضبط، ماذا سيكون؟ هل يمكنك أن تفعل هذا بنفسك؟

- اعرف رغباتك : غالبًا ما يتم تدريبنا على عدم الرغبة في أي شيء. قد تبدوا الرغبة على أنها شيئ سيئ. ولكن ماذا لو تمكنا من السيطرة على رغباتنا و بدءنا في ملاحظة ماهيتها؟ وستظن أنه من الطبيعي أن يكون لديك هذه الرغبات؟  لكن هذا لا يعني أننا سنحصل دائمًا على ما نريد: و من هنا يخلق التعلق، فلا يجب عليك التعلق برغباتك فقد تحطم كل ما ستبنيه من تقدير للذات، لكن مجرد معرفتها يمكن أن يعطيك مقدارا عظيما من الثقة و الطمئنينة.
    - اعرف نورك : في بعض الأحيان نتعلق فقط بالأجزاء  التي لا نحبها من أنفسنا. لكن الممارسة الجيدة هي أن تبدأ في رؤية الأجزاء الجميلة في نفسك: تعاطفك، وكرمك، وفضولك، ومرحك، والتزامك، وقوتك، وشجاعتك، وحبك، وبهجتك، وأكثر من ذلك بكثير. إنها ليست واضحة دائمًا، لكنها موجودة دائمًا. ابدأ في ملاحظتها والتعرف عليها ففي كثير من الأحيان. هذا هو جوهر تطوير احترامك لذاتك.
    إذا مارستها بانتظام، فإن احترامك لذاتك سيتعزز مع كل ممارسة.

    تطور وحدك و جرب مع الآخرين

    من الأفضل أن تبني احترامك لذاتك عندما تكون بمفردك. حتى لو كنت في علاقة أو كان لديك الكثير من أفراد العائلة أو الأصدقاء من حولك، اقضِ بعض الوقت بمفردك كل يوم للتدرب على التعرف على نفسك.

    هذا يعني، أننا نقوم بتعميق هذا العمل في كل مرة نكون فيها في علاقة مع شخص آخر. يمكن أن تكون شراكة رومانسية، أو صداقة، أو علاقة مع أطفالك، أو إخوتك أو والديك، أو علاقات مع أعضاء الفريق، أو شركاء العمل، وما إلى ذلك.

    بعض طرق الممارسة :

    لاحظ عندما نفسك تحاول أن ترضى عن نفسها بإطراء الناس، إنسحب من هذه اللحظة جوهريا و حاول الشعور بالرضى لأنك ترضي ربك أولا و ثانيا الأنك أنت راض عن نفسك، كن أنت الحكم على نفسك و ليس الناس.

    لاحظ عندما تتراجع. ربما لا ترغب في مشاركة مشاعرك مع الشخص الآخر أو ربما تخشى أن تكون صادقًا. وهو حجب النفس عن الخوف. عندما تلاحظ ذلك، انتبه لمخاوفك. ثم انظر إذا كان بإمكانك مشاركة نفسك، من خلال هذه الممارسة، ستكتسب الثقة لمشاركة كل ما أنت عليه.

    ضع الحدود. لاحظ عندما تحتاج إلى بعض الوقت بمفردك وأخبرهم بذلك. لاحظ عندما تقول نعم لأشياء بدافع الشعور بالذنب وتدرب على قول لا. لاحظ عندما تشعر بالاستياء من الأشياء وابحث عن الحدود التي يمكنك التعبير عنها والتي لن تجعلك تشعر بالاستياء. ابحث عن المجالات التي لا يتم فيها تلبية احتياجاتك ودافع عنها.

    استمر في ممارسة شخصيتك الفردية. ليس لأنك في علاقة مع شخص آخر فأن عليك التضحية بهويتك. هل يمكنك التعبير عن آرائك ورغباتك؟ هل يمكن أن يكون لديك أنشطتك الخاصة التي تخصك فقط؟

    استخدم الصراع لبناء احترامك لذاتك. يمكن أن يكون كل صراع مع الآخرين بمثابة ممارسة لفتح قلبك لهم، دون التخلي عن هويتك. وحتى لو أصبح الصراع سيئًا - لنفترض أنهما منغلقان ولئيمان تجاهك - يمكنك قضاء بعض الوقت بمفردك والتدرب على التعامل مع مشاعرك والاعتناء بمشاعرك. بهذه الطريقة، حتى الصراعات الصعبة يمكن أن تكون فرصة للتقرب من نفسك.

    كن صبورًا مع نفسك، فهذا ليس بالأمر السهل ممارسته ولن تتمكن من القيام به "بشكل صحيح" طوال الوقت. في الواقع، لا توجد طريقة صحيحة للقيام بذلك، بل هو استكشاف، ورحلة لاكتشاف الذات.

    احصل على الدعم من صديق أو معالج أو مدرب كلما واجهت صعوبات. من الطبيعي ألا تكون قادرًا على القيام بكل شيء بنفسك.

    قبل كل شيء، ابتهج واستمتع بنفسك، مهما كانت النتيجة!

    #buttons=(القبول) #days=(20)

    يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. تأكد الان
    Accept !