تعد علاقة الحب أحد أكثر العلاقات النفسية تعقيدا، و خاصة في حالة فشل العلاقة و إنفصال الطرفان فقد تؤدي إلى صدمة قد يستغرق علاجها شهورا أو سنوات.
فالانفصال أمر صعب، خاصة عندما يكون مصحوبا بصدمة. فمن الطبيعي أن تواجه الكثير من المشاعر المؤلمة. قد تواجه أيضًا أعراضًا جسدية مثل الصداع أو ألم في الصدر. وينبغي أن تنخفض هذه مع مرور الوقت. إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المحتمل أنك تعاني من الاكتئاب.
ليس عليك أن تمر بمرحلة الانفصال بمفردك. تحدث إلى طبيبك إذا لم يتحسن مزاجك المكتئب أو إذا كان يعيق حياتك اليومية. و بإذن الله يمكنك العثور على العلاج المناسب لمساعدتك على المضي قدمًا.
لماذا الانفصال صعب
الحب الرومانسي يمكن أن يكون مثل المخدرات، فهو يؤدي إلى إطلاق كمية من المواد الكيميائية التي تساعدك على الشعور بالرضى في دماغك. يمكن أن يؤدي فقدانه أثناء الانفصال إلى مشاكل عاطفية وجسدية، مثل القلق والتعب.
يمكن أن يؤدي الإجهاد العاطفي أيضًا إلى إرسال موجة من هرمونات التوتر التي تجعلك تشعر وكأنك تعاني من نوبة قلبية. وهذا ما يسمى بمتلازمة القلب المكسور.
وفي بعض الأحيان يتم الإستحوتذ على هويتك في "نحن" في علاقتك. هذا يعني أن الانفصال يمكن أن يغير نظرتك لنفسك. قد تشعر بعدم الارتياح عندما تتكيف مع صورتك الذاتية الجديدة.
بعض الأعراض الشائعة الأخرى بعد الانفصال تشمل :
- العزلة
- الحزن
- التهيج
- تغير في الشهية
- اضطرابات النوم
قد يتسبب الإنفصال إلى أعراض حادة في بعض الحالات :
- أنت لا تتوقع ذلك.
- أنت ملتزم جدًا.
- انتم تعيشون معا.
- تشعر بالرفض أو الخيانة.
- أنت مراهق أو شاب بالغ.
كيف تعرف إذا كنت تعاني من الاكتئاب
من الطبيعي أن تشعر بالسوء لفترة من الوقت بعد الانفصال. لكن الاضطراب الاكتئابي الشديد، أو الاكتئاب السريري، يختلف عن الحزن الطبيعي. إنه ثابت، ويستمر لمدة أسبوعين على الأقل، ويمكن أن يؤثر على كل جانب من جوانب حياتك.
فأحداث الحياة المجهدة مثل الانفصال، يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب. لكن من الممكن أن تظهر أعراض مشابهة للاكتئاب دون المعاناة من اضطرابات المزاج. لذى من المهم معرفة الأعراض التي يجب البحث عنها.
لكي تصاب بالاكتئاب السريري، يجب أن يكون لديك أكثر من واحد مما يلي:
- الحزن المستمر أو القلق
- شعور "بالفراغ"
- التهيج
- التعب
- مشاعر عامة بالذنب أو عدم القيمة
- لا أمل في المستقبل
- قلة الاهتمام بالأشياء التي كنت تحبها في السابق
- تغيرات في الشهية
- مشاكل النوم
- صعوبة في التفكير بوضوح أو اتخاذ القرارات
- التحرك ببطء أو التحدث مع نفسك
- الإسرع
- ألم الرأس
- آلام الجسم أو مشاكل في المعدة
- أفكار الموت أو الانتحار
عوامل الخطورة
معظم الناس لا يصابون بالاكتئاب بعد الانفصال، ولكن من المرجح أن يحدث هذا في بعض الحالات. بما فيها:
- لديك تاريخ مع الاكتئاب. من المرجح أن تتعرض لنوبة اكتئاب أخرى إذا كنت قد تعرضت لها من قبل.
- أنت تتعاطي المخدرات والكحول. يمكن لتعاطي المخدرات أن يخفي اضطرابات المزاج أو أن يجعل الاكتئاب أسوأ.
- كنت تعاني من اضطرابات في التكيف. إذا كان الامر كذلك إذن ستتفاعل بقوة مع التغيير الغير المتوقع. قد تستغرق أعراض الاكتئاب من 3 إلى 6 أشهر لتختفي. في بعض الحالات قد يستغرق وقتا أطول.
- أنت تفتقر إلى الدعم الاجتماعي. إذا كنت مكتئبًا، يمكنك أن تنسحب من أصدقائك، و لكن من ناحية أخرى، الوحدة يمكن أن تجعل حزنك أكثر سوءا.
- أنت تواجه العديد من الضغوطات في وقت واحد. قد يكون التعامل مع انفصالك أكثر صعوبة إذا كان عليك الانتقال أو العثور على وظيفة أخرى أو تجربة نوع آخر من التغيير أو الخسارة في نفس الوقت.
كيفية الشفاء
سوف يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها للتغلب خطوة بخطوة على الانفصال.و يختلف العلاج من شخص إلى الآخر، لذا فإن ما يناسبك انت قد لا يناسب شخصًا آخر، و لكن أهم شيء هو أن تعتني بنفسك طوال الطريق.
فيما يلي بعض الطرق الصحية للشعور بالتحسن:
تجنب وسائل التواصل الاجتماعي. قد تميل إلى تفقد حبيبتك السابقة. لكن هذه التذكيرات قد تثير مشاعر سيئة وتبطئ تعافيك.
تجنب حبيبتك السابقة. وهذا ليس ممكنا دائما، خاصة إذا كان لديك أطفال. لكن حاول الحد من الاتصال قدر الإمكان بعد الانفصال مباشرة.
ضع حدودًا للفكر. أنت أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب إذا اجترت، أي عندما تفكر في شيء ما مرارًا وتكرارًا. ولكي تكسب بعض السيطرة على أفكارك المهووسة يجب أن تخصص قدرًا معينًا من الوقت كل يوم - على سبيل المثال 30 دقيقة - لمعالجة الانفصال.
التأمل و الخشوع في الصلاة. يعلمك التأمل اليقظة و التركيز في اللحظة الحالية. تشير الدراسات إلى أن هذه الممارسة قد تساعدك على تقليل القلق والتفكير بشكل جيد، كما أن الخشوع في الصلاة يتيح لك إخراج كل المشاعر السلبية التي واجهتك و بالتالي فرصة لمسامحة نفسك و الحصول من جديد على القوة للمضي قدما.
الرياضة. يمكن أن يساعدك النشاط البدني عدة مرات في الأسبوع لمدة 3 إلى 6 أشهر في تخفيف أعراض الاكتئاب بإخراج الطاقة السلبية و رفع مستويات التستسترون لدى الذكور.
تعامل بسهولة مع نفسك. الانفصال يمكن أن يضر باحترامك لذاتك. بدلًا من الخوض في الأخطاء التي ارتكبتها، حاول أن تتعلم من أخطائك. سيساعدك هذا على الحصول على علاقات أفضل لاحقًا، و يمكنك قراءت مقالنا عن كيفية تقوية الشخصية عن طريق إحترام الذات
تحدث عن حالك. لا تحتفظ بمشاعرك في الاحتياط. أظهرت إحدى الدراسات أن الناس يشعرون بتحسن عندما يلتقون بالباحثين لمناقشة كيفية تعاملهم مع الانفصال.
لا تعزل نفسك. حتى لو كنت لا تتحدث عن انفصالك، فمن المهم التواصل مع الآخرين. إذا لم تتمكن من الالتقاء شخصيًا، يمكنك إجراء محادثة نصية أو فيديو مع الأصدقاء أو العائلة.
التطلع للمستقبل. قد يساعدك التفكير في علاقتك القادمة أو التركيز على نفسك على الشعور بالأمل في المستقبل، و بالتالي نسيان الماضي.
متى تحصل على مساعدة احترافية
يجب الحصول على علاج إحترافي من طرف الطبيب النفسي إذا كانت الأعراض جد قوية بحيث تمنعك من مزاولة نشاطك اليومي (كالإستحمام ، المشي ....) فيجب عليك حينها التواصل مع الطبيب و إخباره بكل ما حدث، و سيعينك الطبيب على تجاوز هذا الكرب بإذن الله.